نبذة عن سيرة العلامة الدكتور محمد لقمان السلفي وحياته الدعوية

الحلقة الأولى

فان أرض الهند الثرية ولا سيما ولاية بيهار أنجبت رجالا ضحوا أنفسهم وأموالهم لنشردين الله تعالى وإعلاء كلمته و على رأس هولاء الأشخاص في العصر الحديث  مؤسس ورئيس جامعة الإمام ابن تيمية العلامة الدكتور محمد لقمان السلفي بن بارك الله بن المجاهد البطل محمد ياسين بن محمد سلامت بن عبد العليم الصديقي –

وان سعادة الدكتور نموذج من نماذج السلف الصالح، يتصف بالتقوى والخشية لله تعالى ويعرف بالصدق والأمانة والإخلاص في القول والعمل كيف لا؟  وقد تربى في ظل كبار العلماء والمشائخ أمثال سماحة الشيخ ابن باز والعلامة الألباني رحمهما الله  ـ أما مكانته العلمية فهو عالم جليل ومجاهد كبير ومفسر عظيم وأديب بارع وخطيب مصقع ومما تمتاز شخصيته فانه يجمع بين العلوم الدينية والعلوم  العصرية ، ومن كان هذا شأنه كيف يعيش وحيدا في رحاب بيته ؟ فقد وجدته من خلال الحوار معه يتألم ويتأسف عما تمر به الأمة المسلمة من البؤس والإضمحلال في جميع نواحي الحياة الإنسانية وخير شاهد عليه تأسيسه جامعة الإمام ابن تيمية حتى يقوم المتخرون فيها من ايقاظ المسلمين من سباتهم العميق ، فأنا أراه مع ما ببلغ من العمر ما ببلغ يسافر ويرحل هنا وهنا لأجل هذه الجامعة حتى يسافر إلى الهند مرتين في السنة –وإليكم ترجمة موجزة للشيخ حسب معلوماتي – .

ولادته: ولد الشيخ في عام 1943 م في بلدة آبائه  “جندنبارة ” بمديرية جمبارن الشرقية في ولاية بيهار بشمال شرقي الهند في أسرة دينية ، تحب العلم والعلماء كما كان جد الشيخ من فرسان الجهاد الإسلامي مكث في خراسان حوالى 14 عاما يجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ، فقد تربي الشيخ في هذه الأسرة الدينية فكان عليه طابعا دينيا منذ نعومة أظفاره .  وقد درس الشيخ العادة دراسته الإبتدائية في قريته ثم رحل إلى دارالعلوم  الأحمدية السلفية بدربنجه بولاية بيهار الهند , وكان متفوقا على زملاء ه وأقرانه منذ بداية الدراسة، ومن هنا تم ترشيحه بعد التخر ج فيها لمواصلة الدراسة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، فسافر إلى السعودية وتلمذ  في الجامعة على كبار العلماء والمشائخ آنذاك ، كـ الشيخ الألباني والشيخ ابن باز ، بل لازم الشيخ ابن باز ملازمة شديدة حتي لم يتركه إلى حين وفاته، وذلك لما تخرج الدكتور من الجامعة الإسلامية عام 1964م وانتقل الشيخ ابن باز من الجامعة الإسلامية إلى رئاسة لهيئة كبار العلماء فالهيئة إختارته كـ مترجم للغة الأردية والأنجليزية على إيعاز من سماحة المفتي العام بالنظر إلى رصانتة العلمية وأخلاقه الحميدة ، فانتقل الدكتور مع الشيخ ابن باز الى الرياض. وأصبح يعمل عنده كباحث ومترجم باللغة الإنجليزية ، يقول الدكتور في مقالته على حياة الشيخ ابن بازمبينا علاقته معه:

 “ولا أرى بأساً أن أذكر –تحدثاً بنعمة الله- أني أحد أولئك الذين يعتزون بالإنتماء إليه، وقد بايعته –رحمه الله- فيما يراه النائم، وعرضت رؤياي على سماحته فبشرني بالخير، وقد عبرت تلك الرؤيا بنفسي بأني سأقوم بعمل دعوي امتداداً لدعوة شيخي. وقد ظهر تعبيرها في صورة جامعة ابن تيمية وجمعية شيخ الإسلام ابن تيمية التعليمية الخيرية ومركز العلامة عبدالعزيز بن باز للدراسات الإسلامية في الهند.وقد درست عليه العقيدة الطحاوية في الجامعة وحضرت دروسه ولم أزل استقي من منهله الصافي المستمد من الكتاب والسنة حتى لقي ربه.لم تنقطع صلتي به بعد تخرجي وسفري إلى مدينة الرياض
سافرت إلى مدينة الرياض بعد تخرجي من كلية الشريعة بالجامعة للبحث عن عمل في مجال التدريس، ولكن الله أراد لي خيراً مما أردت، فحصلت على وظيفة المترجم الانجليزي في إدارة الدعوة بالخارج بدار الإفتاء”

 ولكنه لم يترك مواصلة الدراسة بالإنشغال في الأمور الدعوية بل ظل يدرس ويواظب مواصلة الدراسة حتي حصل على الماجستيرمن المعهد العالى للقضاء عام 1970م  والدكتوراة في الحديث النبوي من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية . 

والدكتور من زملاء العلامة الشهيد إحسان الهي ظهير رحمه الله درس معه في الجامعه الإسلامية،  يقول  ثناء علي العلامة الشهيد” لقد عرفت هذا المجاهد الذي أوقف حياته بل باع نفسه في سبيل الله أكثر من خمس وعشرين سنة عندما جمعتني به رحمه الله مقاعد الدراسة في الجامعة الإسلامية، جلست معه جنباً إلى جنب لمدة أربع سنوات فعرفته طالباً ذكياً يفوق أقرانه في الدراسة، والبحث، والمناظرة! وجدته يحفظ آلاف الأحاديث النبوية عن ظهر قلب”  ومن المناصب التي تولاها مدير إدارة الترجمة بمكتب سماحة المفتي العام بالمملكة العربية السعودية كما تشرف بكونه كبير باحثين بمكتب سماحة المفتي العام والآن يشرف على جامعة الإمام ابن تيمية كـ مؤسس ورئيس لها، ومركز العلامة ابن باز ودارالداعي للنشر والتوزيع بالرياض.

ومن المعروف لدى الجميع من كان هذا شأنه لا يتوجه الى التأليف والتصنيف رغم رغبته الأكيدة لعدم الفرصة والفراغ ولكن من عجائب حياة الدكتورله آثاره العلمية تشهد على نبوغه في هذا المجال ومن هذه الآثار السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي (رسالة الماجستير) واهتمام المحدثين بنقد الحديث سندا ومتنا ودحض مزاعم المستشرقين وأتباعهم (رسالة الدكتوراة ) ، رحلة مريم جميلة الأمريكية من الكفر إلى الإسلام ، تحفة الكرام لشرح بلوغ المرام ، فيوض العلام تفسير آيات الأحكام ، الرحمة المهداة في سيرة سيد المرسلين الهداة ، الصادق الأمين ،السلسلة الذهبية للقراءة العربية (12 مجلدا) وغيرها من الكتب القيمة

7 responses to “نبذة عن سيرة العلامة الدكتور محمد لقمان السلفي وحياته الدعوية

  1. الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا و نبينا محمد بن عبد الله و علي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد بارك الله فيكم لتخزين معلومات عن شيخنا اللهم احفظ علمائنا و مشائخنا , الذين يعملون لإظهار الحق وسد طريق الباطل اللهم آمين

  2. كم كان سروري عظيماً حينما عثرت على مقال للدكتور محمد لقمان السلفي, بعنوان الإسناد وأهميته في نقد الحديث النبوي, قرأته في المرة الأولى بشغف, وكانت القراءة الثانية قراءة مقارنية, اكتشفت فيها أنني لم أكن الوحيد الذي اكتشف كيف انطلقت الفيروسات من اليمن لتعبث في البدايات التكوينية لترسيم الحديث النبوي….
    أحب الحديث النبوي مذ كان صغيراً وكان أستاذه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة, يكسوه من معارف لم يزل يترحم عليه بها… ولم يزل يذكر الأمسيات الطيبة في سطح بيت الشيخ الرفاعي والشيخ الألباني ينثر مكتسباته الحديثية فيحمل هواء السطح عبق الماضي الماجد…
    ولما حانت فرصة الانعتاق, ظهرت رغبته الكامنة مخبئة في ضلوعه لتهيمن على ما خلفه عمره من متاع… وراح يواصل الليل بالنهار… نهم كأنك لا تجد له نهاية… نهم لمعرفة حقيقة الحديث الضعيف والموضوع… وكم كان يرنو إلى الحديث النبوي يحن إلى سماعه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم , عليه الصلاة والسلام, نقياً, طاهراً, هادياً..
    وكان النقد الحديثي وكانت له في نهاية المطاف محطة استراحة: http://www.arrasool.com/
    إني وإياك ياسيدي الدكتور محمد لقمان السلفي من جيل واحد وكأني أعرفك من أيام الطفولة رغم أنك من الهند وأنا من سوريا ـ الشام.
    إنني أحبك. أخوكم ظافر سعيد نحاس

  3. لمهندس ظافر سعيد نحاس قال,

    6 يونيو 2010 في 1:48 م

    كم كان سروري عظيماً حينما عثرت على مقال للدكتور محمد لقمان السلفي, بعنوان الإسناد وأهميته في نقد الحديث النبوي, قرأته في المرة الأولى بشغف, وكانت القراءة الثانية قراءة مقارنية, اكتشفت فيها أنني لم أكن الوحيد الذي اكتشف كيف انطلقت الفيروسات من اليمن لتعبث في البدايات التكوينية لترسيم الحديث النبوي….
    أحب الحديث النبوي مذ كان صغيراً وكان أستاذه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة, يكسوه من معارف لم يزل يترحم عليه بها… ولم يزل يذكر الأمسيات الطيبة في سطح بيت الشيخ الرفاعي والشيخ الألباني ينثر مكتسباته الحديثية فيحمل هواء السطح عبق الماضي الماجد…
    ولما حانت فرصة الانعتاق, ظهرت رغبته الكامنة مخبئة في ضلوعه لتهيمن على ما خلفه عمره من متاع… وراح يواصل الليل بالنهار… نهم كأنك لا تجد له نهاية… نهم لمعرفة حقيقة الحديث الضعيف والموضوع… وكم كان يرنو إلى الحديث النبوي يحن إلى سماعه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم , عليه الصلاة والسلام, نقياً, طاهراً, هادياً..
    وكان النقد الحديثي وكانت له في نهاية المطاف محطة استراحة: http://www.arrasool.com/
    إني وإياك ياسيدي الدكتور محمد لقمان السلفي من جيل واحد وكأني أعرفك من أيام الطفولة رغم أنك من الهند وأنا من سوريا ـ الشام.
    إنني أحبك. أخوكم ظافر سعيد نحاس

    • الدكتور محمد لقمان السلفي ليس من الهند، وإنما من علماء المملكة العربية السعودية

  4. الأخ المهندس ظافر! اشتبه عليك محمد لقمان السلفي المترجم له هنا بـ”محمد لقمان الندوي” الذي كان أستاذه عبد الفتاح أبو غده، المترجم له سلفي، والثاني ندوي حنفي، والأول حي يرزق، وبارك الله في عمره، والثاني متوفى-رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وشتان ما بينهما عقيدة ومنهجا، وأرى أن الذي جعل المترجم له اشتبه عليك بالندوي: هو التشابه في الاسم والتخصص.

أضف تعليق